هناك جنوح في قراءة فوز الرئيس الاميركي، من حيث تأثيره على الاردن تحديدا، والمخاوف من فرض حل سياسي اجباري على الاردن بشأن القضية الفلسطينية، من خلال نسخة معدلة من صفقة القرن، نحو نسخة جديدة قائمة على الوضع العسكري الحالي واستخلاصاته.
هذا الجنوح طبيعي، لانه يعتمد فقط على قراءة رئاسة ترامب السابقة، فيما التحليل السياسي المحكم يجب ان يخضع لعوامل جديدة، وليس العوامل السابقة، فالرئيس اليوم يأتي في ظرف اخطر واسوأ من رئاسته السابقة، حيث الحرب الدموية في فلسطين، ولبنان، وملف ايران، واليمن، والعراق، وسورية، وحرب روسيا واوكرانيا، وتحديات الملف الصيني، والتحديات الاقتصادية في الولايات المتحدة، والانقسام الداخلي، بوجود اوروبا التي تنزع لليمين السياسي، وتتراجع اقتصاديا من المانيا الى بريطانيا وغيرهما، وسط مهددات مختلفة.
حتى نستبصر سياسة ترامب خلال الفترة المقبلة، لا يكفي المقارنة مع رئاسته السابقة فقط، والتي جاءت في ظل عوامل مختلفة، فهو يأتي اليوم في ظل عوامل اخطر واصعب، وهنا يمكن توقع سياساته تجاه الاردن حصرا، في سياق اقليمي ودولي، وليس من باب المطابقة الكاملة مع رئاسته السابقة، مع الادراك اليوم ان الرئيس يأتي اليوم وقد تلبسته رغبات ثأرية بخصوص وضعه داخل الولايات المتحدة، وما شهده من انقلابات في العلاقات الاقليمية والدولية، وهو خارج الحكم، اضافة الى حاجته لاثبات قدرته على الحسم واغلاق الملفات بما فيها كلامه عن انهاء الحرب، وهو تعبير قد يعني الحاجة لمزيد من التدمير العسكري لحسم المعارك، ووقفها، وليس البحث عن تسويات سياسية سلمية كما قد يظن البعض.
علينا ان نتفق على محدد سياسي جديد في هكذا تحليلات، بخصوص المنطقة تحديدا، حيث أننا اليوم امام مشروع اميركي-اسرائيلي لتأديب المنطقة وتطهيرها من الدول المارقة وفقا للتعبير الاميركي، ومن الجماعات المناوئة، وليس صحيحا اننا امام مشروع اسرائيلي تدعمه واشنطن عسكريا وماليا، والفرق بين الامرين كبير جدا، وهذا مشروع مستمر وسيكون موروثا من ادارة الى ادارة، وربما ترتفع درجته اكثر، بعد ان شرب الديموقراطيون في عهد بايدن من دم اهل المنطقة، بما يعني ان مرحلة ترامب ستميل الى ما هو اشد قسوة، واكثر سرعة.
هذا المحدد اي المشروع الاميركي الاسرائيلي المشترك نفذته ادارة بايدن في غزة عبر “صفقة قرن عسكرية” لتجهيز المنطقة نحو “صفقة قرن سياسية” ستنفذها ادارة الجمهوريين، التي تسيطر على مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين، بما يعني ان كل سردية صفقة القرن السابقة ستتعرض الى تغييرات تتلائم مع الواقع الجيوسياسي الجديد، بما يعني ان ترامب الذي اوقف سابقا دعم الاونروا ونقل سفارة اسرائيل الى القدس، وصرح خلال حملته بحاجة اسرائيل الى التوسع، سينتج نسخة معدلة من صفقة القرن، وستؤدي الى تصفية القضية الفسطينية كليا، في الضفة والقدس وغزة، وسوف تسمح بحدوث ارتدادات كبرى على الاردن ومصر، على صعيد الملف الفلسطيني، دون اي اهتمام بأي كلف تقع على دول جوار فلسطين، وهي كلف تمكن الاردن ومصر من التعامل معها سابقا، لكن التوقيت الحالي مختلف تماما، بما قد يولد سياسة جديدة من واشنطن نحو المنطقة، وعلى حساب دولها، في سياقات تعديل نسخة صفقة القرن الاولى، مع ادخال تقديرات الحرب الحالية والدول المستهدفة بالنتيجة.
الرئيس الجديد الذي انهى الاتفاق النووي الايراني، وصرح مطالبا بقصف المنشآت الايرانية النووية سيدخل موقعه تحت عنوان انهاء الحرب، لكن هذا الانهاء كما اشرت لا يعني السلام والتوافق، بل ربما الحسم العسكري السريع لانهاء المهددات، بما يعني ان كل المنطقة معرضة هذه المرة لاحد امرين امام الخضوع الكامل لضغوط واشنطن، وتنفيذ مخططاتها في ظل الواقع الحالي، واما الرفض بما سيؤدي الى سيناريوهات التقسيم والفك واعادة التركيب.
لا يمكن التخفيف من تأثيرات فوز الرئيس على الاردن، ابدا، لان السياق الاقليمي والدولي، اختلف واصبح اكثر ضعفا، في ظل ما تعتبره اسرائيل اليوم دعما اضافيا قادما لها على الطريق، وفي ظل رغبة الرئيس الجديد بأن يثبت ان الادارة السابقة اضاعت الوقت في حروب طويلة، وفي جدولة للمخططات والازمات.
نحتاج في الاردن الى قراءة للداخل الاردني بطريقة مختلفة، لتعزيز التماسك والتوافق، واستيعاب تغيرات الخطيرة، قدر الامكان، والاستعداد لكل السيناريوهات الطوعية أو الاجبارية.
حتى نستبصر سياسة ترامب خلال الفترة المقبلة، لا يكفي المقارنة مع رئاسته السابقة فقط، والتي جاءت في ظل عوامل مختلفة، فهو يأتي اليوم في ظل عوامل اخطر واصعب، وهنا يمكن توقع سياساته تجاه الاردن حصرا، في سياق اقليمي ودولي، وليس من باب المطابقة الكاملة مع رئاسته السابقة، مع الادراك اليوم ان الرئيس يأتي اليوم وقد تلبسته رغبات ثأرية بخصوص وضعه داخل الولايات المتحدة، وما شهده من انقلابات في العلاقات الاقليمية والدولية، وهو خارج الحكم، اضافة الى حاجته لاثبات قدرته على الحسم واغلاق الملفات بما فيها كلامه عن انهاء الحرب، وهو تعبير قد يعني الحاجة لمزيد من التدمير العسكري لحسم المعارك، ووقفها، وليس البحث عن تسويات سياسية سلمية كما قد يظن البعض.
علينا ان نتفق على محدد سياسي جديد في هكذا تحليلات، بخصوص المنطقة تحديدا، حيث أننا اليوم امام مشروع اميركي-اسرائيلي لتأديب المنطقة وتطهيرها من الدول المارقة وفقا للتعبير الاميركي، ومن الجماعات المناوئة، وليس صحيحا اننا امام مشروع اسرائيلي تدعمه واشنطن عسكريا وماليا، والفرق بين الامرين كبير جدا، وهذا مشروع مستمر وسيكون موروثا من ادارة الى ادارة، وربما ترتفع درجته اكثر، بعد ان شرب الديموقراطيون في عهد بايدن من دم اهل المنطقة، بما يعني ان مرحلة ترامب ستميل الى ما هو اشد قسوة، واكثر سرعة.
هذا المحدد اي المشروع الاميركي الاسرائيلي المشترك نفذته ادارة بايدن في غزة عبر “صفقة قرن عسكرية” لتجهيز المنطقة نحو “صفقة قرن سياسية” ستنفذها ادارة الجمهوريين، التي تسيطر على مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين، بما يعني ان كل سردية صفقة القرن السابقة ستتعرض الى تغييرات تتلائم مع الواقع الجيوسياسي الجديد، بما يعني ان ترامب الذي اوقف سابقا دعم الاونروا ونقل سفارة اسرائيل الى القدس، وصرح خلال حملته بحاجة اسرائيل الى التوسع، سينتج نسخة معدلة من صفقة القرن، وستؤدي الى تصفية القضية الفسطينية كليا، في الضفة والقدس وغزة، وسوف تسمح بحدوث ارتدادات كبرى على الاردن ومصر، على صعيد الملف الفلسطيني، دون اي اهتمام بأي كلف تقع على دول جوار فلسطين، وهي كلف تمكن الاردن ومصر من التعامل معها سابقا، لكن التوقيت الحالي مختلف تماما، بما قد يولد سياسة جديدة من واشنطن نحو المنطقة، وعلى حساب دولها، في سياقات تعديل نسخة صفقة القرن الاولى، مع ادخال تقديرات الحرب الحالية والدول المستهدفة بالنتيجة.
الرئيس الجديد الذي انهى الاتفاق النووي الايراني، وصرح مطالبا بقصف المنشآت الايرانية النووية سيدخل موقعه تحت عنوان انهاء الحرب، لكن هذا الانهاء كما اشرت لا يعني السلام والتوافق، بل ربما الحسم العسكري السريع لانهاء المهددات، بما يعني ان كل المنطقة معرضة هذه المرة لاحد امرين امام الخضوع الكامل لضغوط واشنطن، وتنفيذ مخططاتها في ظل الواقع الحالي، واما الرفض بما سيؤدي الى سيناريوهات التقسيم والفك واعادة التركيب.
لا يمكن التخفيف من تأثيرات فوز الرئيس على الاردن، ابدا، لان السياق الاقليمي والدولي، اختلف واصبح اكثر ضعفا، في ظل ما تعتبره اسرائيل اليوم دعما اضافيا قادما لها على الطريق، وفي ظل رغبة الرئيس الجديد بأن يثبت ان الادارة السابقة اضاعت الوقت في حروب طويلة، وفي جدولة للمخططات والازمات.
نحتاج في الاردن الى قراءة للداخل الاردني بطريقة مختلفة، لتعزيز التماسك والتوافق، واستيعاب تغيرات الخطيرة، قدر الامكان، والاستعداد لكل السيناريوهات الطوعية أو الاجبارية.