كييف – استفاق الأوكرانيون على عمليات عسكرية وقصف روسي مفاجئ على مناطق عدة في بلدهم، رغم تأكيد المسؤولين الروس عدم نيتهم غزو أوكرانيا، فانعكست هذه الصدمة على سلوك المواطنين في العاصمة.
فقد شهدت العاصمة الأوكرانية (كييف) قصفا كثيفا منذ ساعات فجر أمس انفلتت عقبها حركة نزوح هستيرية نحو الأرياف ومناطق في غرب البلاد، أدت إلى شلل في حركة الطرق باتجاه مخارج المدينة نتيجة تراكم آلاف المركبات.
ومنذ ساعات الصباح الأولى باتت الطوابير تشكل المشهد الرئيس في العاصمة الأوكرانية كييف (عدد سكانها نحو 6 ملايين)، حيث شوهدت الطوابير الطويلة أمام المتاجر وداخلها وأمام مكائن سحب النقود ومحطات الوقود.
فبعد ساعات من طلب انفصاليي دونباس دعم بوتين.. بدأت عملية روسية في أوكرانيا.
واصطف آلاف من سكان العاصمة على امتداد مسافات طويلة أمام المتاجر وداخلها بغرض شراء المواد الأساسية، إضافة إلى ماكينات سحب الأموال، التي شهد بعضها مشادات ومشاحنات بعد أن فرغت الأموال منها، بخاصة مع تحديد البنوك سقوفا للسحب منها، عوضا عن الاحتجاج على الانتظار الطويل أمام المتاجر وداخلها.
كما اصطفت آلاف السيارات أمام محطات الوقود، وأدى ذلك إلى أزمات خانقة في العديد من شوارع كييف.
ساعات الصباح الأولى، عاش الأوكرانيون صدمة كبرى خاصة في العاصمة كييف، ومدينة خاركيف (شرقي البلاد)، وغلف مشهد الطوابير العديد من الأماكن الحيوية فيها، إذ شوهدت أمام وداخل المحال التجارية، وأمام ماكينات الصرافة الآلية ومحطات الوقود وفي أماكن حيوية أخرى.
وكان لافتا حجم حركة النزوح من كييف باتجاه مناطق الريف ومدن في غرب وجنوب البلاد، مما أدى إلى توقف حركة السير على طرق رئيسة، حيث شوهدت آلاف المركبات تتوجه نحو مناطق الريف في شرق البلاد وغربها، كما شوهدت آلاف المركبات تصطف لعشرات الكيلومترات على الطرقات التي تصل كييف بمناطق غرب وجنوبي البلاد.
أما حركة المواصلات العامة فظلت تعمل، ولكن بوتيرة أقل بكثير من المعتاد، فبينما بقيت حركة شبكات المترو طبيعية، لوحظ أن أعداد المستخدمين لها كانت قليلة جدا.
وبسرعة كبيرة فرغت المحال التجارية بسبب تهافت الأوكرانيين على تأمين احتياجاتهم من الأغذية.
ورغم تراجع الحركة الهستيرية للمركبات مع ساعات الظهيرة، الا أن آلاف السيارات كانت ما تزال تواصل مغادرتها للعاصمة، كذلك شهدت حركة التنقل والمواصلات في كييف بعد الظهر تراجعا حادا في الاقبال عليها.
روسيا التي أكدت أنها أخرجت عبر القصف 11 مطارا عسكريا أوكرانيا من الخدمة، قالت إن هدف العملية العسكرية منع عسكرة أوكرانيا لأن هذا يشكل تهديدا لشعبنا.
وأكد الكرملين أن الرئيس بوتين سيقرر مدة العمليات العسكرية في أوكرانيا وفقا لتطورها وأهدافها.
ولا يزال سكان العاصمة يسمعون أصوات الانفجارات في ضواحيها، وسط إجراءات أمنية مشددة حول المقار الرسمية الأساسية في البلاد، سواء مكتب الرئاسة الأوكرانية أو مجلس الوزراء والبرلمان، الواقعة في المربع الأمني بالقرب من ميدان الاستقلال وسط كييف.
وبين حين وآخر تحلق طائرات حربية فوق كييف، لكن السلطات الأوكرانية لم تؤكد أنها طائرات روسية، ما أشاع تكهنات بأنها ربما تكون طائرات حربية أوكرانية.
وتتجه الأنظار راهنا نحو الجهة الشمالية للعاصمة كييف، فقد كانت المناطق الشمالية على الحدود مع بيلاروسيا قد شهدت تدريبات مكثفة للقوات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، ويتوقع محللون أوكرانيون أن يأتي التوغل البري نحو كييف من جهة بيلاروسيا، حيث تبعد هذه الحدود نحو 200 كيلومتر عن العاصمة.
الدخول لكييف من 3 جهات:
يتوقع خبراء أن يكون الدخول الروسي من عدة جبهات تسبقها ضربات صاروخية، أولها تقدم من جهة الشرق من إقليم دونباس وخاركيف وإدنيبرو ومدينة كريفيريك وكلها تصل في النهاية إلى العاصمة كييف.
أما من جهة الجنوب فهي تتركز في منطقة خيرسون المحاذية لأوديسا، المدينة الإستراتيجية على البحر الأسود، التي تعرضت للقصف الروسي أمس، وتبرز أهميتها من كونها تحتضن منطقة الميناء الذي يعدّ البوابة الرئيسة للاقتصاد الأوكراني.
والجهة الثالثة هي الشمالية التي تعدّ الأقرب إلى العاصمة، خاصة مع وجود حشود كبيرة للقوات الروسية على طول الحدود البيلاروسية الأوكرانية.
وحول حجم الخسائر في الأرواح سواء من الجانب الاوكراني أو الروسي تراوحت الانباء المتداولة عبر مختلف وسائل الاعلام أو مواقع التواصل فالبعض قال إنها بالآلاف، فيما قالت أنباء أخرى أنها بالمئات، فيما الجانب الرسمي الاوكراني قلل من شأنها، مؤكدا أنها لم تتجاوز العشرات، ولن تتضح الصورة عن حقيقة تلك الخسائر قبل بضع ساعات قادمة على الأقل. – (وكالات)