بقلم: كيفين ميرفي، نائب الرئيس ورئيس وحدة عملاء شمال الشرق الأوسط في إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا
في خلال عام واحد فقط من إطلاق شبكة الجيل الخامس بنجاح، باتت المملكة الأردنية الهاشمية الآن على أعتاب رحلة رائدة، فإن شبكة الجيل الخامس تُحدث تحولاً جذرياً يؤثر بشكل كبير على حياة الناس، ويعزز النمو في مختلف الصناعات، بما في ذلك قطاع الألعاب – على عكس أجيال الشبكات السابقة. فإلى جانب توفير الترفيه وتحفيز التنمية المعرفية، تساهم صناعة ألعاب الفيديو بشكل كبير في الاقتصاد من خلال إضافة القيمة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الصادرات.
وقد بدأ التزام المملكة بتعزيز صناعة الألعاب منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتزايد هذا الالتزام مع تأسيس مختبر الألعاب الأردني في عام 2011. وكان لهذا المختبر، المدعوم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، دور أساسي في رعاية المواهب الشابة في مجال تطوير الألعاب، إذ ساهم بدعم أكثر من 10,000 شاب من عشاق الألعاب من خلال دورات مجانية تغطي مختلف مجالات الألعاب، بدءاً من الإبداع وحتى التسويق.
ولا شك بأن مثل هذه المبادرات جديرة بالثناء، إلّا أن هناك فرصة مهمة لتعزيز قطاع الألعاب في الأردن للارتقاء به إلى مستويات أعلى. وفي حين تتطلع المملكة إلى الاستفادة من سوق الألعاب العالمي الذي تبلغ قيمته أكثر من 300 مليار دولار أمريكي، أود أن أشارككم رأيي بشأن الطرق التي يمكن من خلالها للأردن توسيع هذا المجال المزدهر، وترسيخ نفوذه على نطاق عالمي.
شبكات الجيل الخامس المستقلة
يضمن الاستثمار في شبكات الجيل الخامس المستقلة، والتي تستخدم إمكانات شبكة الجيل الخامس بشكل كامل، زمن استجابة منخفض للغاية، كما أنه يخفف عبء معالجة البيانات الثقيلة. وهذا بدوره يسهل تطوير تجارب واقع ممتد غامرة عالية الدقة، يمكن للمستخدمين على مستوى العالم الوصول إليها. ومع شبكات الجيل الخامس المستقلة، تصبح تجربة الألعاب سلسة وغامرة بكل ما للكلمة من معنى، مما يتيح تجربة لعب سحابي عالية الدقة في الوقت الفعلي ودون القيود التي ترتبط بالأجهزة التقليدية.
تقنيات تدعمها شبكة الجيل الخامس
ويمكن للأردن من خلال دمج التقنيات التي تدعمها شبكة الجيل الخامس، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، إعادة تعريف مشهد الألعاب برمته، وتعزيز آليات الألعاب، وتقديم تجارب مخصصة. ولن تؤدي هذه التطورات إلى رفع جودة الألعاب التي يتم إنتاجها في المملكة فحسب، بل ستجذب أيضاً جمهوراً عالمياً، مما يعزز مكانتها كمركز للألعاب.
أجهزة الواقع الممتد
توفر أجهزة الواقع الممتد، بما في ذلك أجهزة الواقع الافتراضي وأجهزة الواقع المعزز، مغامرات جذابة ورائعة من خلال بث محتوى واقع ممتد عالي الجودة لإنشاء بيئات غامرة تماماً. ولتحقيق الريادة في ثورة الألعاب، ينبغي على الأردن إيلاء أولوية لتمكين تقنيات الواقع الممتد المبتكرة التي تقدمها الشركات الناشئة الرائدة والاستثمار فيها. وستؤدي هذه المبادرة، إلى جانب إمكانات شبكة الجيل الخامس والحوسبة الطرفية، إلى تحويل التجارب الغامرة متعددة المستخدمين إلى حقيقة ملموسة.
حزمٌ للألعاب
هذا ويجب أن يقدم مزودو خدمات الاتصالات حزماً وخدمات مخصصة مصممة للاعبين، مثل خطط ألعاب عالية السرعة ذات نطاق ترددي ذي أولوية، وحزم بيانات للألعاب السحابية. وعلاوة على ذلك، فإن تحقيق الدخل من شبكة الجيل الخامس من خلال استراتيجيات مبتكرة مثل عمليات الشراء داخل اللعبة والمحتوى الرقمي الحصري مباشرة عبر فواتير الهاتف المحمول سيؤدي إلى تبسيط المعاملات للمستخدمين وضمان مدفوعات آمنة.
ممارسات ألعاب مسؤولة
وفي حين يستعد الأردن رحلته ليصبح مركزاً عالمياً للألعاب، فمن الضروري وضع أنظمة قوية وتعزيز ممارسات أخلاقية للألعاب. وتضمن الألعاب المسؤولة رفاهية اللاعبين كما تحميهم من الأضرار المحتملة، مثل الإدمان والإنفاق المفرط. ويمكن للأردن إنشاء بيئة ألعاب آمنة وشاملة للجميع، من خلال تضمين لوائح شاملة، بما في ذلك القيود العمرية والرقابة الأبوية والشفافية في آليات صناديق الألعاب.
وتبرز صناعة الألعاب كمستفيد رئيسي من هذه الثورة التكنولوجية، مع تبني الأردن للقوة التحويلية التي تتمتع بها شبكة الجيل الخامس. ولن تؤدي الاستثمارات المبكرة في تدريب مطورين شباب إلى رفع مستوى تجارب الألعاب فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى دفع النمو الاقتصادي وتعزيز الاندماج الاجتماعي، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام عالمٍ من الإمكانيات لكل من المملكة ومواطنيها.
ومع ذلك، فإن تحقيق الإمكانات الكاملة لشبكة الجيل الخامس في مجال الألعاب يتطلب جهوداً متضافراً من جميع الأطراف المعنية، من حكومة وجهات فاعلة في الصناعة والمجتمع المدني على حدٍ سواء. ويمكن للأردن أن يعزز مكانته كوجهة رائدة إقليمياً في مجال الألعاب التي تعمل بتقنية الجيل الخامس، من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية، وتعزيز بيئة تنظيمية داعمة، وتحسين المعرفة الرقمية، وإعطاء الأولوية لممارسات الألعاب الأخلاقية.
ويمثل افتتاح مكتب إريكسون الجديد في المملكة، وتعيين مروان العمري بمنصب مدير عام الشركة في الأردن، من المساهمات الرئيسية التي تدعم منظومة الألعاب في المملكة. وسيعمل هذا المكتب على تسريع دمج تقنيات الجيل الخامس المتطورة في جهود النمو الرقمي في الأردن، لا سيما في صناعة الألعاب. كما أنه سيوفر منصة للمواهب المحلية للتعاون مع خبراء إريكسون العالميين، وتعزيز ثقافة الابتكار والتميز.
ونحن نؤكد مجدداً على التزامنا في مواصلة دعم وتسهيل التطلعات الرقمية للمملكة الأردنية الهاشمية، من خلال توفير البنية التحتية الضرورية لتكنولوجيا المعلومات، والحلول التكنولوجية الملائمة لهذه المرحلة الحاسمة في رحلة المملكة نحو مستقبل لا حدود فيه أمام الألعاب، مستقبل مدعوم بالإمكانات اللامحدودة لتكنولوجيا الجيل الخامس.