Homeمقالاتآراءالفوضى الرقمية

الفوضى الرقمية

تشكل وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسيًا لانتشار الشائعات و الاخبار الزائفة في زمننا الحاضر. حيث يمكن للمستخدمين نشر المعلومات و التفاعل معها عبر هذه المنصات بسرعة هائلة. من ينشرون الشائعات على شبكة الانترنت و بالأخص مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض متنوعة ، سواء كان ذلك للحصول على الشهرة ، أو للتأثير على الرأي العام ، أو حتى لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية أو مخطط صهيوني. و عادة ما يميل الناس إلى تصديق ما يسمعونه أو يقرؤونه على شبكة الإنترنت ، بغض النظر عن صحة هذه المعلومات.

عندما يقوم المستخدم في نشر هذه المعلومات والتفاعل معها عن طريق مشاركتها أو إعادة نشرها، فهي تحصل على أولوية في الظهور لباقي المستخدمين مما يزيد من انتشارها و تأثيرها لأن العديد من منصات التواصل الاجتماعي تعتمد على خوارزميات تميل إلى الانتشار السريع و التفاعل العالي.

و كما قال صاحب الجلالة “أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي يملي علينا أن نكون على قدر المسؤولية في تفاعلنا مع أحداث يشهدها الوطن”.

تلحق الأخبار الزائفة ضررًا بالمجتمعات والأفراد، فهي تثير الفوضى والقلق بين الناس، و تزيد من الانقسامات و تثير العنصرية، وتنال من الثقة في وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الحكومية. و بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تؤدي الأخبار الزائفة إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو خطيرة من قبل الأفراد أو الحكومات ، مما يشكل زعزعة للأمن والاستقرار.

و لذالك نحتاج الي مكافحة انتشار الشائعات و الأخبار الزائفة و هذا يتطلب جهودا مشتركة بين الحكومة و جميع افراد المجتمع و وسائل الإعلام و منصات التواصل الاجتماعي. يجب على المنصات اتخاذ إجراءات اكثر فعالة لمكافحة الأخبار الزائفة، مثل تحسين معايير التحقق من الحقائق و تحديد المصادر الموثوقة بشكل ادق و تقديم تعليمات واضحة حول كيفية التعامل مع المعلومات المشكوك في صحتها. 

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الصحفيين و وسائل الإعلام أن يلتزموا بمعايير النزاهة و الموضوعية في تغطية الأخبار، و أن يقدموا المعلومات بشكل دقيق وموثوق به، مع توضيح المصادر و التحقق من صحة الأخبار قبل نشرها.

كما يجب على الحكومات و المنظمات غير الحكومية و المؤسسات الأكاديمية و الإعلامية دعم التثقيف الإعلامي وتشجيع البحث العلمي لفهم جذور و أسباب انتشار الشائعات و التصدي لها بفعالية.
هذه الجهود المشتركة قد تساعد في الحد من انتشار الشائعات و بناء مجتمع أكثر وعياً و مناعة للتضليل الإعلامي.

على الرغم من أهمية مكافحة الشائعات و الأخبار الزائفة، إلا أنه لا ينبغي استخدام هذه الجهود كوسيلة لقمع الحريات الصحافية أو لتضليل الجمهور. عندما تأتي السلطات ليتخذوا إجراءات، يجب أن تكون مدروسة ومتزنة مبنية على أسس موضوعية و شفافة، مع مراعاة الحق في حرية التعبير و حرية الصحافة. و عليهم أن يكونوا مستعدين لتقديم الأدلة و التفسيرات المنطقية التي تدعم رفضهم للشائعات، بدلًا من استبعاد أي خبر دون تقديم أسباب مقنعة.

ذات صلـــــة

الأحدث

الأكثر مشاركة

التنمية : فتح تحقيق إداري لتحديد المقصرين بحريق دار للمسنين

أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية، فتح تحقيق إداري لتحديد المقصرين بحادث الحريق الذي تعرضت له دار الضيافة في جمعية الأسرّة البيضاء الخاصة فجر الجمعة. وقالت الوزارة،...