أكد الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة، قيام وزارة المياه والري – سلطة وادي الأردن، بدراسة وتنفيذ مشاريع “سدود تحت أرضية”، للاستفادة من الجريان الدائم لمياه السدود خلال الفترة المقبلة.
وقال الحيصة في تصريحات لـ”الغد”، إن الوزارة، تسعى بكل قصارى جهدها الى حصد وجمع مياه الأمطار، مشيرا الى أن وفدا من الوزارة، اطلع مؤخرا على تجربة السدود تحت الأرضية في إحدى الدول، لتطبيقها في الأردن؛ بغرض تعزيز الاستفادة من الجريان الدائم للينابيع، ورفع منسوب المياه الجوفية.
وشدد الأمين العام لسلطة وادي الأردن، سعي سلطته لتطوير الخبرات والمهارات بحصد مياه الأمطار والاستفادة المثلى منها، والتي تتمثل في الأردن بشكل رئيس عن طريق السدود الرئيسة الواقعة على الأحواض الرئيسة وفي مواقع الحصاد المائي، المتمثلة بالحفائر والسدود الصحراوية والبرك.
وأشار الحيصة، في وقت سابق، لأهمية مذكرة التفاهم التي وقعت أخيرا مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه، ومساهمتها بتعزيز الشراكة الاستراتيجية لمواجهة ظواهر الجفاف، والإدارة المثلى للموارد المائية المتاحة.
وبين أن ذلك جاء عبر دراسة وتوفير أطر العمل المرتبطة ببناء سدود تحت أرضية (تحت سطح الأرض)، وتأمين تمويل لهذه المشروعات المتطورة، والتي ستحافظ بدورها على تحسين واقع المياه الجوفية، وديمومة الينابيع، وتحسين نوعية وجودة المياه، وتخفيض كلف إنشاء مثل هذه السدود (تحت أرضية).
ولفت الحيصة الى أن “كلفها أقل وأسرع، بالإضافة لخفض معدلات التبخر، مقارنة بالسدود الأخرى، وتحقيق أعلى مستوى من السلامة العامة، وتأمين احتياجات المناطق النائية بمياه ذات نوعية عالية الجودة، وتحقيق الاستخدام الفعال للمياه والحد من الهدر”.
وأضاف، أن هذه التجربة المتقدمة، سيبدأ تطبيقها في الأردن، عبر إنشاء طبقة غير منفذة لتجميع المياه تحت سطح الأرض على مستويات مختلفة في منطقة جريان المياه بالاودية، ثم يجري نقل المياه المتجمعة والاستفادة منها، مشيرا الى أنه سيجري البدء بدراسة وتنفيذ هذه المشاريع في واديي الريان والجرم، ومنطقة الأزرق، ومن ثم تعميمها على مختلف المناطق، بخاصة مناطق القيعان وأودية الفيضانات والمعقدة جيولوجيا.
وكانت مذكرة التفاهم التي وقعتها سلطة وادي الاردن والشبكة الاسلامية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حول تعزيز التعاون في مجال حصاد مياه الامطار، أكدت أهمية توسيع آفاق الاتفاق مع المنظمات الدولية، نحو إيجاد افضل التقنيات والوسائل لحصاد المياه واستغلال المياه تحت السطحية.
وتهدف تلك المذكرة، لتعزيز التعاون وتنفيذ مشروعات لمواجهة آثار التغير المناخي والحد من الجفاف وشح المياه، وزيادة حصاد مياه الامطار عبر دراسة وتنفيذ عدة مشاريع حصاد مائي في مناطق بالمملكة، تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للمياه 2040-2023.
ووفق الأرقام الرسمية، فمشاريع الحصاد المائي ازدادت من 42 في عام 1999، وصولا لأكثر من 420 موقعا حتى الوقت الراهن، وبسعة تخزينية تبلغ اكثر من 122 مليون م3.
وتسعى الوزارة لتنفيذ استراتيجية زيادة الطاقة التخزينية في السدود لتصل لـ400 مليون م3 بحلول العام المقبل، إذ ركزت استراتيجية قطاع المياه المحدثة، على التوسع باستخدام المياه غير التقليدية، وتطوير المصادر المائية عبر الحصاد المائي، وتعزيز زيادة تخزين السدود.
وأكدت السلطة في وقت سابق، أهمية المحافظة على مخازين السدود لذلك الغرض، ودورها برفد المياه الجوفية بمخزون مياه متجدد، للحفاظ على مخزونها الإستراتيجي، نتيجة تعرضها للاستنزاف بشكل كبير.
وتعد السدود من أهم المرافق المائية الفاعلة في قطاع المياه، كونها ذات أهمية إستراتيجية، بخاصة لما تعانيه المملكة من محدودية الموارد المائية، وشح تغذيتها نتيجة لتناقص وتذبذب معدل هطل الأمطار في الأعوام الأخيرة، وتزايد الطلب على المياه في ظل الازدياد السكاني المطرد، وانتعاش الحياة الاقتصادية في مختلف المجالات.
وعادة، ما يكون تأثير الأمطار الجيد على المياه الجوفية واضحا، في حال استمرار الهطول لتغذية الطبقات الجوفية العميقة من الأرض، في حين يكون تأثير تلك الأمطار “محدودا” على تلك المياه عند انحباس الأمطار.
ويعتمد تحسين أوضاع مخزون السدود، على تحسن الجريان السطحي للمياه، عبر استمرارية هطل الأمطار المتزامن مع انخفاض درجات الحرارة. كما يعتمد الأردن في موارده المائية بشكل رئيس على الأمطار التي تتفاوت من منطقة الى أخرى، بحيث تلعب التضاريس دورا مهما بتوزيع الهطل المطري.