عام كامل بالتمام والكمال وإسرائيل تواصل القتل والإبادة الجماعية في غزة ولبنان والضفة الغربية، واليمن، عام كامل والمجتمع الدولي يصمت حينا ولو تحرك يتحدث بخجل، عام كامل والعالم يمنح إسرائيل حق القتل كيفما تشاء، والإبادة في أي مكان تريد، عام كامل والتفويض العالمي لإسرائيل قائم ومستمر ولا يتوقف.
ليس ادل على ذلك من قول رئيس وزراء الكيان الصهيوني القاتل بنيامين نتنياهو في قلب الأمم المتحدة وعلى المنصة الأممية بأن إسرائيل تستطيع الوصول لأي مكان تريد في المنطقة، وهي تهديدات واضحة، فأي غلو نرى، وأي صمت دولي نشاهد؟!.
خلال عام فقط، قتلت إسرائيل ما يقرب من 50 ألف فلسطيني ولبناني ويمني، وسوري، وعراقي، والعالم لا يملك إلا الإدانة حينا، فيما تقوم حكومات الغرب بمساعدة إسرائيل في عملية الإبادة التي تقوم بها بحق شعوب المنطقة.
الغرب صامت، يرى ويشاهد، ويؤيد ويساند، ويتابع مجريات الأمور، وينتظر هذا الكيان القاتل لإنهاء مهمته في القتل المجاني، ومن ثم يريد تشكيل جغرافيا جديدة، وتمكين إسرائيل، ووضعها كشرطي ووكيل لهم، ولهذا منحوهم رخصة قتل وابادة جماعية، وتهجير، وتسوية مبان في الأرض، وهدم مساجد وكنائس ومستشفيات، ومراكز إيواء وتنفيذ عمليات قتل واستهداف.
من يعتقد ان هذا الصمت لا هدف له واهم، ومن يرى ان إسرائيل ليس لها اهداف توسعية في المنطقة، فهو للأسف لا يرى الا تحت قدميه، ومن يعتقد ان دول المنطقة آمنة من هذا التمدد الصهيوني الاستعماري، انما يريد تطمين نفسه مؤقتا، فإسرائيل لا تؤمن بالحدود، تسعى للتمدد، وأولئك الجالسين في تل ابيب انفلتوا من عقالهم، ويريدون ممارسة كل أنواع السادية، وطلاق العنان لإرهابهم الذي شاهدناه في غزة خلال عام كامل، والتمتع بلذة القتل والابادة.
إسرائيل لم تسكت، وتمارس اقصى درجات التحرش بدول المنطقة، واذا لم تتحرش عسكريا تحرشت اقتصاديا او اجتماعيا او من خلال انتهاكات متواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وليس ادل على كل ذاك من تركها قطعان المستوطنين العبث بالقدس والمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل وغيرهما من مناطق اسلامية ومسيحية.
بيد أن (حكي السرايا مش مثل حكي القرايا)، فالمقاومة حق، والمقاومة فكرة، لو ذهب مقاوم ولد عشرة، والشعوب لا يمكن لها أن تتنازل عن حقوقها وحقها في ارضها، وحقها في مقاومة المحتل، فشرعة الأمم المتحدة تجيز للشعوب المحتلة حق مقاومة المحتل بكل الوسائل المتاحة، وهو حق أساسي مضمون بموجب القانون الدولي، وينص على منح أن الشعوب التي تعاني من الاحتلال العسكري أو الاستعمار الحق في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، بما في ذلك النضال السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والعسكري.
ولأن المقاومة حقٌ مشروع، واي عمل مقاوم يحصل ضد الاحتلال الصهيوني وضد هذا الغلو والقتل النازي الذي نشاهده يوميا حق قانوني، فإن هذا المجتمع الدولي الصامت لا يمكنه انكار المقاومة او تجريمها بأي شكل من الاشكال، ومن حق الأفراد والمجموعات الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم ضد الاحتلال والظلم والطغيان، فتحية لكل يد تقاوم، ولكل فكر يرفض الخنوع والذل والهوان.
فلطالما كانت المقاومة وسيلة للتعبير عن رفض الظلم والانتهاكات، وهي جزء من النضال من أجل العدالة والحرية، وكل مجتمع له تاريخه وتجربته الخاصة في المقاومة، والتي يمكن أن تكون معبرة عن الهوية والكرامة الوطنية، فلماذا ينكر هذا العالم للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الذي تعتبره الامم المتحدة محتلا لأرض ليست له.
الحقيقة الثابتة انه لا يمكن استقدام السلام بقوة السلاح، ولا يمكن فرض إرادة القوة على الشعوب المحتلة، فالشعوب لا تسكت عن حقوقها والتاريخ شاهد على كل ذاك واكثر.